Friday, October 18, 2019



القراءة 
القراءة هي غذاء الروح فالإنسان الذي يقرأ تجد روحه جميلة يتمتع بالرضا والقناعة، وهي الرفيق الدائم للإنسان الذي لا يخذله في حله وترحاله، تنقله من مكانٍ إلى مكان ومن زمان إلى زمان، يسافر ويجوب أين ومتى أراد، وهي المعرفة المتأصلة التي تنقله إلى عقول الناس دون عناء أو مشقة، واستئذان أو تكلفٍ أو تودد، وهي مستشار الإنسان في نوائبه التي تساعده في اتخاذ القرارات الصائبة، وهي المعلم المخلص الذي يُخرِج كل ما لديه من علمٍ دون بخلٍ أو شحٍ؛ ليرفع بها صاحبه من الجهالة والضلالة إلى العلم والهداية وهي الصديق الصدوق الصادق في كلامه، المحافظ على أسراره لا يخونه ولا يؤذيه. Volume 0% ‏سينتهي هذا الإعلان خلال 1   القراءة هي التي تبني الإنسان، وتنمي شخصيته، وتدفع به نحو الازدهار والتقدم؛ باكتساب المعرفة والثقافة، فبالقراءة يجد الإنسان نفسه متجدداً متفتحاُ، يرتقي بعقله لأن يكون أكبر من عمره؛ بما كسب من العلم والمعرفة فتجده منهوماً لا يشبع؛ كلما غرف غرفةً طلب المزيد، فهو لا يجد حداً لشهوة روحه وغذائها. إنّ القراءة هي الحبيبة التي لا تنتظر موعداً لعقد لقاءٍ غراميّ فيه يتبادل كل منهم أطراف الكلام، فالقارئ مغرمٌ بما يقرأ لا يعرف لغة المواعيد، فهو لا يجد نفسه إلا قارئاً، روحه لا تملك الصبر فهي معلقة كوردةٍ عطشى لا تجد بداً من كثرة الشرب ولا الارتواء، لا تعرف حدا للكفاية ولا الامتلاء. 

أهمية القراءة
 القراءة تنور العقل، وتنير البصيرة، وتفتح آفاقاً عظيمة للعلم والمعرفة، وتشق الطرق للتطور، وتفسح المجال للتميز، هي غذاء للروح فلا تتعطش لغير القراءة، ورياض للعقل فهي تنمي العقل بما يتعلمه ويتعرف عليه، ولهو للقلب فهي تسلي الإنسان وتخفف عنه، ومتعة للوقت فيقضي معها الإنسان أعظم أوقاته، وانشراح للصدر فهي تبعد الإنسان عن السلبيات، وجلاء للبصر فهي تقوي البصيرة ليميز الخبيث من الطيب. بالقراءة يجد الإنسان نفسه كبير العمر بعلمه، صاحب مشورة يستشيره من يكبره عمراً ويصغره، وصاحب رأي يأخذ برأيه القاصي والداني، وصاحب حكمة يحكم بها بين الناس ويساعدهم في حل مشاكلهم، ومتواضع لا يعرف الكبر؛ لأن روحه تغذت قبل لسانه وبطنه، وحر لا يعرف القيود بما حاز من معرفة، وحريص بما استفاد به من خبرات الآخرين.

No comments:

Post a Comment